سطر العراقيون بعد انطلاق فتوى الجهاد الكفائي، ملاحم نصر سيخلدها التأريخ بعد تلاحمهم بجسد ودم واحد من جميع أطياف البلد ومكوناته وألوانه مشكلين جبلاً شامخاً وحصناً منيعاً بوجه الإرهاب الداعشي.
المرجعية العليا وبعد إطلاقها الفتوى المباركة أرفدت المقاتلين بمجاميع من طلبة العلوم الدينية ومن رجال الدين الاشاوس الأشداء والابطال الذين واصلوا الدعم ليلاً ونهاراً وكانوا الدافع المعنوي القوي للمقاتلين.
كان للفتوى المباركة الأثر الكبير في إيقاف الهجمة التي جاءت بها عصابات داعش التي تمثل جهة إرهابية ممولة من بعض الدول، ولكن بفضل اللحمة الوطنية بين الجماهير العراقية بمختلف مكوناتها لاسيما بين القوات المسلحة من الحشد الشعبي والقوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب بكافة صنوفه وأوقفت هذا الزحف وقضت عليه في فترة وجيزة على خلاف ما كان مؤملاً
الفتوى المباركة للسيد السيستاني، استطاعت أن تقلب المعادلة التي قام بها الأشرار، حيث لم يكن وليد الساعة بل صياغة جاءت مقابل الإسلام المحمدي الأصيل، لذلك أرادوا ان يشوهوا الإسلام المحمدي فجاؤوا بشعارات رنانة، وأرادوا أن يصوروا للعالم أن الإسلام الذي جاء به النبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) هو إسلام قتل وحرب وبيع وشراء للنساء وسلب وترهيب وإرهاب".
لذا فأن الإمام السيستاني، كان ملتفتاً إلى ما يراد بهذا، ولذلك أعطى هذه الفتوى العظيمة والتأريخية التي استطاعت أن تقلب المعادلة الاستكبارية وانتهت بانتصار الإسلام والشعب العراقي على الدواعش.
الثواني الأولى .. كربلاء والمواقف المشرّفة :
كان لكربلاء كما في باقي المواقف البطولية الشجاعة الرافضة للظلم والاضطهاد دوراً كبيراً في رفد المقاتلين بالعدّة والعدد واللوجستيات والدعاء، فليس بالغريب على مدينة تشرفت بدماء اطهر الثائرين ضد الطغاة واعداء الدين والإنسانية الامام الحسين بن عليّ عليهما السلام ، فهذه المدينة ورجالاتها وعشائرها وشبابها ابت إلآ ان تكون هي الأولى وفي مقدمة الملبين لنداء المرجعية العليا لصد الانهيار الأمني الذي طال محافظات العراق الغربية، كما فعلوا الأجداد الاولين في تلبية دعوة الميرزا الشيرازي في مقارعة الاحتلال البريطاني الغاشم، هرعوا مسرعين نحو مراكز التطوع، فترى الشوارع غصّت بالشيب والشباب ورجال الدين الذين يرتدون الزي العسكري.
وحينها برزت الصورة الأكثر تداولاً في الشرق الأوسط – حسب وكالات – لرجلين كبيرين في السن من محافظة كربلاء وهما يفترشان الأرض لارتداء التجهيزات العسكرية مستعدين للانطلاق نحو معسكر الفخر والاباء والرفض.
وذكر الدكتور غالب الدعمي أستاذ الاعلام في جامعة اهل البيت عليهم السلام ان، " هذه صورة بألف دلالة انتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وبعضهم وضعها لتكون دلالة على استجابة الشعب العراقي لفتوى المرجعية بقتال داعش، وهي تعود لأخي الأكبر الضابط المتقاعد جواد كاظم الدعمي وأحد أبناء عمومتي كاظم فجر الدعمي، ودائما أقرأ تساؤلات متكررة عن هويتهم، لذا قررت اليوم انشرها كإجابة لمن يسأل عنهم وانا افتخر بهم".