إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
لا ينبغي ان يتكاسل المرء ويصطنع لنفسه المعاذير، بل عليه أن يكون صبوراً على القيم والممارسات الفاضلة، قال سبحانه وتعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) وليتذكر ما ورد في القران الكريم والاثر من أحوال الصالحين وصبرهم على العبادة ومكارم الاخلاق.
ولا يخلطن المرء بين الكبت والصبر، فإن الكبت خديعة للنفس وصدُّ لها من غير وجه حكمة أو فضيلة، وأما الصبر فتبصر ةثبات طلباً للحكمة ورجاء للفضيلة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص270