إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان وقوع الاختلال في المشاعر الإنسانية على الاجمال أمر معروف، وينبغي الالتفات الى أنواعها حذراً من الغفلة عن اختلالها وسعياً الى علاجها، ومن أنواعها المشاعر العاطفية – غير المنطقية- وذلك أن الانسان  بطبيعته كائن حساس متقلب المزاج، تثير فيه الاشياء والحوادث التي يشهدها مشاعر مختلفة من الخوف والامن والكره والمحبة والجد والعزيمة والتشاؤم والتفاؤل والرجاء واليأس والثقة والاحباط والتمني والترجي والتحسر والتوجع، وغير ذلك.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص251