إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
امتحان الانسان في هذه الحياة في مستويين هما:
الامتحان الفكري باختبار مدى تقبله واذعانه بمضامين الدين وأحكامه وتصديقه بها. الامتحان العلمي باختبار مدى طاعته لأحكام الله سبحانه من أوامر ونواهي.
والامتحان الفكري اكثر خطورة من العلمي لأن المخفق فيه مضيع لأصل بوصلة الحياة وسيرها.
وجماع وصف الامتحان الإلهي للإنسان في المستوى الفكري كلمات ثلاث وهي: ( أن من أراد الحق لم يعجز عن الوصول اليه)، (ومن ارد الباطل لم يعجر عن أن يجد شبهة في مقابل الحق) (ومن تكاسل عن تحقيق الحق وجد ما يرضي نفسه به)
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص180