8:10:45
جانب من الحوار الذي أجرته وكالة كربلاء الدولية مع الأستاذ الدكتور حسن الكريطي استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) باللغة الألمانية.. إصدار جديد لمركز كربلاء للدراسات والبحوث رئيس المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سوريا يزور المركز بالتعاون مع الجامعة المستنصرية.. المركز يقيم ندوة عن أبعاد الزيارة الأربعينية المركز يعقد اجتماعاً تحضيرياً للملتقى التاريخي لمدينة كربلاء استمرار دورة تقنيات الحاسوب في المركز مَروِيّات الهدهد الغاضري ... إصدار جديد للمركز ممثل عن جامعة (أمير كبير) في ضيافة المركز نائب وسفير سابق في ضيافة المركز جانب من الحوار الذي أجرته وكالة كربلاء الدولية مع الأستاذ الدكتور رياض كاظم سلمان الجميلي. بحضور علمي وتخصصي.. ورشة عن طب الحشود في المركز قس مسيحي بريطاني يكتب عن تجربته الروحانية في زيارة الأربعين: هذا ما شهدته في كربلاء!! وفد من جامعة السبطين للعلوم الطبية في ضيافة المركز إدارة مستشفى السفير تستقبل وفد المركز استمرار الدورة الفقهية في المركز بالفيديو.. وفد من المركز يشارك في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث (المعرفة والرسالة الحسينية) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يوقّع مذكرة تعاون علمي مع الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية في إيران القاضي الاستاذ كاظم عبد جاسم الزيدي يزور المركز تمهيداً لإقامة مؤتمرين دوليين .. المركز يوجه دعوة رسمية إلى الجامعة الرضوية في إيران
مشاريع المركز / خطب الجمعة / خطب المرجعية / ملخصات الخطب
02:56 PM | 2018-02-25 2210
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) في 6/جمادي الاخرة/1439هـ الموافق 23 /2 /2018م :

 

أيها الإخوة والأخوات نكمل ما ذكرناه في الخطبة السابقة عن منهج التغيير المجتمعي في الإسلام وسننه، وسبق أن بيّنا أيها الإخوة والأخوات أن الإسلام حثّ بشدّة الإنسان فرداً ومجتمعاً على أن يتحرك للتغير دائماً في كل سنين حياته بل في كل أيام حياته بل في كل ساعات حياته.. الفرد في علاقته مع الله تعالى أو كمجتمع حينما يمر بممارسات اجتماعية غير صحيحة أو اعتقادات منحرفة أو أوضاع اجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية غيّر وسواء أكان هذا ما يتعلق بالشخص كفرد في أيّ موقع كان وأرجوا الالتفات لا نقصد بكلمة الفرد هو المواطن العادي فقط بل كل فرد في المجتمع سواء أكان فرداً عادياً أو كان معلماً أو مدرساً أو أستاذاً أو مديراً أو سياسياً أو اقتصادياً أو في مؤسسة مجتمع مدني أو في أيّ مكان. هذا المنهج هو مقصود للجميع..

والمجتمع أحياناً قد يمر بممارسات اجتماعية خاطئة أو أوضاع سيئة سواء أكانت هذه الأوضاع اجتماعية أو سياسية أو إدارية أو أداء غير مقبول أو حالة من الاخفاق أو الفشل أو غير ذلك من هذه الحالات التي تحتاج الى التغيير.. الإسلام ينبّه الى نقطة مهمة..

لا يصح هنا للفرد سواء في علاقته مع الله تعالى أو في أوضاعه الأخرى أن يقف مكتوف الأيدي هذه نظرة الاسلام لا يصح أن يقف الفرد والمجتمع مكتوفي الأيدي أمام الحالة التي يمر بها الفرد أو المجتمع في كل شيء يطلب منه التغيير الدائم تارة من السيء الى الحَسِن أو من الحَسِن الى الأحسن فالأحسن...

 الإسلام هكذا يقول: لا يصح للمجتمع أو الفرد حينما يكون بأوضاع سيئة وغيره يتقدم ويتطور ويرتقي وهو  في هذا الوضع أما في وضع سيء أو في وضع يراوح في مكانه.. لا تتنظر أن يأتي التغيير من غيرك بل أنت مَن يبدئ بالتغيير...

وقد بيّنا أن انطلاق التغيير إنما يبدأ من النفس فرداً أو مؤسسة أو مجتمعاً، الإسلام يحث على التغيير الدائم في هذه الظروف والأحوال التي ذكرناها لذلك ورد في الحديث الشريف الذي ينبغي أن نأخذه كمبدأ ونظرية في مسألة كيفية تغيير الأحوال:( مَن تساوى يوماه فهو مغبون ومَن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومَن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومَن لم يرَ الزيادة في نفسه فهو الى النقصان، ومَن كان الى النقصان فالموت خير له من الحياة)، الله تعالى يقول أعطيتك عقل وامكانات وقدرات أنا أريد منك أن تتقدم وترتقي وتتطور غيرك يتقدم ويستثمر الطاقات والامكانات ويرتقي وأنت تراوح في مكانك...

أنت تضيع هذه الطاقات والقدرات في مختلف اختصاصاتها. لذلك هذا الحديث وضع لنا ثلاث حالات وقيّم لنا ثلاث حالات في الفرد والمجتمع واحدة منها مبغوض الإنسان يخسر الكثير، وواحدة منها ملعون وهي السيئة جداً، وواحدة منها وهي في الخير والتي يكون فيها الإنسان الى تطور...

هل التغيير أمر سهل وبسيط أم يحتاج الى منهج؟! إن لم نتبع هذا المنهج لا يمكن أن نتطور ونرتقي ونعالج الأخطاء والاخفاقات والفشل في جميع المجالات سواء كان في مجال عبادي والعلاقة مع الله تعالى او في مجال مجتمعي...

الإسلام وضع لنا منهج نلتمس هذا المنهج على ضوء الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وسيرة الصلحاء والقادة الصالحين الذين غيروا الأمم وعلى ضوء الفطرة الإنسانية وسيرة العقلاء، لابد أن يكون هناك منهج من أجل التغيير والانتقال من الحالة السيئة الى الحالة الحَسِنة..

وصلنا الى أن التغيير من أين يبدأ وبينا في الآيات القرآنية(... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...)(الرعد 11).

 الله تعالى يقول أنا أقدر أن أغيّر أحوالكم لكن أنا  كيف أعطيك الثواب أنا وضعت منهج في الحياة وقوانين وأسباب ونتائج لابد أنت أن تتحرك وتبادر وانا أعينك أسهّل لك هذه الأمور وأوصلك الى المبتغى ولكن أنت عليك أن تبدء وتتحرك والتحرك يبدئ من النفس..

والمقصود من التحرك من النفس أن هذا الإنسان كإنسان أبدئ بنفسي، أو أنا إنسان في مدرسة أبدئ بهذه المدرسة، أو أنا إنسان في دائرة أبدئ بهذه الدائرة، أو أنا إنسان في عشيرة أبدئ بهذه العشيرة، أو أنا إنسان في كيان سياسي أبدئ بهذا الكيان السياسي، أو أنا إنسان في مؤسسة اجتماعية أو علمية أو ثقافية أبدئ بهذه المؤسسة.. ثم الآخر والآخر والثالث والرابع والخامس الى أن يأتي التغيير الكلي. فهذه نقطة الانطلاق الصحيحة.

 

 

أما المحور الثاني فلابد أن نرى ما هي متطلبات التغيير وما هي مقدماته التي لابد أن نهيئها..

كما بيّنت إخواني نحن نتحدث عن مجالين تارة في مجال علاقتي مع الله تعالى أنا عندي زلات وعثرات وأخطاء لابد أن أغيّرها وأتدارك نفسي أو أنا اراوح في مكاني و لكن لابد أن ارتقي..

هنا نحتاج الى مقدمات فنبدأ:

أولاً: إيمان الفرد والمجتمع وقناعتهما بالأخطاء والعثرات:

 هذه المشكلة الأولى إخواني أنا كفرد لابد أن تصبح عندي قناعة أنني أخطأت وقد حصلت عندي زلة أو معصية.. البعض لا يؤمن ولا يقتنع يُقال له أنت مخطئ أو أنت مقصر في أدائك أنت لا تؤدي الدور المطلوب أو كذا أو كذا من هذه الأخطاء والعثرات والزلاّت لا يُقر بها ولا يعترف بها حينئذٍ لا يمكن أن تبدأ مرحلة التغيير فهنا لابد للفرد وللمؤسسة وللجهة وللكيان أو العشيرة أو المدرسة أو الجامعة في كل مكان هذا العنوان لابد أولا ًأن  يقر ويعترف بالخطأ والتقصير كما في مسألة التوبة إخواني التوبة أُولى مراحلها أن الإنسان يقول أنا أخطأت أو أنا صدرت مني معصية وزلة وعثرة وظلم وتقصير بحق نفسي والآخرين ثم يبدأ التغيير والعلاج..

ثانياً: الإرادة والعزيمة:

التغيير قد يواجه إرادة معطِلة للتغيير لأن التغيير قد يتصادم مع مصالح الآخرين ويحاولوا أن يعطلّوا هذا التغيير، وقد يكون لهؤلاء الذين يعارضون التغيير وتحويل الحال من السيء الى الحَسِن لديهم قدرات وإمكانات يحاربون هؤلاء الذين يريدون الاصلاح..

ماذا نحتاج هنا؟! نحتاج إلى إرادة وعزيمة وأمل أن هذا التغيير لابد أن يحصل وقد يستغرق مدة طويلة البعض يضعف ويتراجع. ولكن الذي يريد أن يغيّر لابد أن تكون له إرادة تطول وتدوم وعزيمة على الوصول الى الهدف والثقة بالله تعالى والثقة بالنفس..

لابد أن تكون لديكم إرادة وعزيمة وإن كان هذا التغيير في كل المجالات قد يستغرق سنوات طويلة لا ييأس الإنسان بل لابد أن تكون لديه الإرادة والعزيمة أن يحققه ويحقق الانجاز والنشاط والخير وإن طال ذلك عشرات السنين..

ثم بعد ذلك لابد من توفّر القيادات الصالحة والقادرة على التغيير، ولابد من وجود المنهج للتغيير:

بحمد الله تعالى إن شاء الله القيادات متوفرة وكثيراً ما أن الإنسان يتأثر بالمنهج الاصلاحي بقادته اكثر ، والقلّة من الناس هم الذين يتأثرون بالنظرية والمنهج والفكر. الأكثر من الناس يحتاجون إلى قادة يرون فيهم هذا المنهج يُطبّق ويرون فيهم هذه السيرة الحَسِنة والقدرة على أن يكونوا قادة لحركة التغيير الى آخر العُمر...

 نحتاج هنا الى هؤلاء القادة وستتاح لهم الفرصة لأداء هذا التغيير ويكون لهم الدور الفاعل وهذا يتوقف على أن يكون لهؤلاء مجموعة من الصفات سنذكرها...

 البعض ممن لديه ذلك عليه أن يكون وأن يواجه المسؤولية هنا لا أنه يلقيها على الغير وهذه أحد المشاكل التي يواجهها الفرد والمجتمعات في مثل هذا الأمر..

ثم ما هي الأدوات الصحيحة، أحياناً الأداة تكون خاطئة في التغيير ولا نصل الى النتيجة.. الآلية المستعملة في التغيير خاطئة لا نصل الى النتيجة.. الإسلام هنا وضع مجموعة من الآليات والأدوات الصحيحة والنافعة التي توصلنا الى التغيير المنشود منها اتباع اسلوب الحكمة والتدرج في التغيير..

وأحياناً الفرد أو المجتمع أو المؤسسة تطبّع على مجموعة من المبادئ والقيم غير الصحيحة وأصبحت راسخة لديه.. أنا لا يمكن بأسلوب الحدّة والشدّة والدفعة الواحدة أن أغيّر هذا الشخص وأغير هذا الموقع وأغير هذا الكيان وأغير هذا المتجمع. لابد من التدرج خطوة خطوة. لابد من الاسلوب الحكيم اسلوب التواضع اسلوب الاحترام الاسلوب الذي يكون فيه الرفق واللين والرحمة هذا الاسلوب هو الذي يوصل الى النتيجة. لذلك الإسلام نزل بالتدريج وقادة الإسلام اتبعوا هذا الاسلوب في تغيير الآخرين..

أيضاً من الأمور المهمة هي مسألة اتباع اسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. نلتفت الى هذا الاسلوب وخصائصه في الإسلام.

بقية النظم وضعت آليات للتغيير في الفرد والمجتمع لكن ما ميزة اسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام عن بقية الأساليب في بقية النظم..

في الواقع هذا النظام يوفّر لنا ميزة مهمة وهي أن المجتمع يصلح نفسه بنفسه من دون حاجة الى حكومات والى أنظمة استبدادية وغيرها؛ لأنه يوفّر عامل الرقابة الذاتية المجتمع يراقب بعضه بعضاً في حصول الانحرافات ودعوته الى الصلاح..

المجتمع ايضاً يقوم بالتنفيذ لهذه الاجراءات الاصلاحية، الإسلام وضع ضوابط ليس اعتباطاً مسألة القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهو يوفّر علينا مسألة حصول الفوضى والاضطراب في المجتمع حينما تكون بعض الآليات الخاطئة التي يُراد اتباعها في التغيير؛ لذلك إخواني احرصوا على أداء هذا الواجب الذي هو من أعظم الواجبات ويبتدأ من داخل البيت وفي السوق وفي المدرسة وفي الجامعة وفي كل مكان...

 ومن الامور المهمة التي نبّه عليها الإسلام ونلفت النظر إليها أن الكثير منّا يرمي بخانة المسؤولية في التغيير على الآخرين...

 اولا ً يشخّص الأخطاء صحيح ويشخّص الفشل صحيح ولكن يقول أن هذا الاخفاق والتقصير عند الآخرين وان مسؤولية التغيير على الآخرين.. نحن نحتاج هنا أن كل واحد منّا أن يبدأ بتشخيص الأخطاء والفشل لديه وبنسبة ما، ثم بعد ذلك هو عليه أن يساهم في التغيير لا أن يلقي بمسؤولية التغيير على الآخرين.. فأحد مشاكلنا أننا نلقي باللوم والاخفاق والفشل على الآخرين أما أنا ليس لدي هذا الاخفاق والفشل...

كل واحد لابد أن يشخّص ما هي نسبة الفشل والأخطاء لدي ثم بعد ذلك على ضوء هذا التشخيص يبدأ هو بالتغيير ويساعد ويتعاون مع الآخرين ثم التحرك للتغير كل من موقعه وحينئذ سيكون التغيير عاماً وشاملا ً..

اللهم وفقنا لما تحب وترضى اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك إنك سميع مجيب والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله تعالى على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Messenger Messenger WhatsApp Telegram Viber Email
مواضيع ذات صلة