إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
الصفات المقدسة لله عزّ وجل
.......وأما صفات أفعاله فإنه سبحانه يتصف بالمعاني النبيلة من الحكمة والرحمة والرأفة والفضل والعدل، إلا أنه من جهة أخرى يتصف بما يليق بذاته المقدسة خاصة من الكبرياء والجبروت والعظمة وما يترتب عليها من المعاقبة والخذلان، فهو – كما جاء في بعض أدعية ليالي شهر رمضان - : (( أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة)). وليست أفعاله هذه بانفعال واختلاف حال، لما تقدم ذكره من سلامته من أي نقصان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص59.