إنّ الإعلام المقروء كالكتب والمجلات ما زالت لها الفاعلية والدور الهام في تنمية ثقافة الأطفال وهو بالنسبة للأطفال بما يتضمنه من قصص وأشعار ومجلات وكتب وبرامج مسموعة له تأثيراته الكبيرة على هذا الطفل حيث إنّه يعمل على تشجيع القدرات الابتكارية والإبداع لدى الطفل، كما أنّه يسلب لبه ويشعره بالمتعة ويشغل فراغه وينمي هواياته.
وأيضاً يرقى بالسلوك ويبث الأخلاق الفاضلة، ويقوّم السلوك المنحرف ويحد من أغلال التقليد الأعمى للأفكار المدمرة الوافدة بحيث تكون الكلمة المقروءة وغيرها من وسائل الإعلام رافداً تعليمياً يثري ثقافة الطفل بعيداً عما لا يناسب بيئتنا وثقافتنا.
على الرغم من حقّ الطفل في التمتع بمنجزات عصره من وسائل تقنية ومخترعات إلكترونية وألعاب شيقة ومبهرة، إلّا أنّ ذلك يجب أن لا يزيد عن حده ولا يخفى ما يشهده الطفل المسلم من سلبية تضر بصحّته النفسية والبدنية من جراء استخدام التقنية الحديثة ممثلة في الثالوث الحديث "الإنترنت، وألعاب الفيديو، والفضائيات"، إذ أثبتت الدراسات أنّ نسبة كبيرة من الأطفال في الوطن العربي في المرحلة الابتدائية يقضون حوالي 1000 ساعة سنوياً أي ما يعادل ضعف ما يجلسونه في حجرة الدراسة أمام وسائل الإعلام، وهذا مؤشر خطير، لأنّ هذه المرحلة من العمر هي مرحلة الخصوبة والتلقي وحفر العادات والسلوكيات كما نعرف "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".
ومن الإنصاف القول: إنّه ليس كلّ ما يُعرض سيئ وضار، فإنّ لوسائل الإعلام آثاراً إيجابياً وأخرى سلبية، ولكن الآثار السلبية لوسائل الإعلام أكثر خطورة على الطفل العربي في ظل غياب أسس اختيار موادها الإعلامية.
المصدر: www.balagh.com