ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ولا بد من تعامل الانسان تعاملاً جاداً مع هذا الأمر، وذلك لخطورته. وفي اهتمام الدين به ما يساعد الإنسان على أخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار بالتهيؤ لما وراء هذه الحياة، حتى وإن لم يبت بصدق الدين –وكان عنده أمراً محتملاً-وذلك بالنظر الى أن احتمالية حقانية الدين تساعد على اهتمامه بالرؤية الدينية المحتملة وأخذها بنظر الاعتبار في حياته العملية.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص9.