بعد إنتشار مرض فيروس "كورونا" المستجد في أنحاء العالم، كشفت العديد من الدراسات الحديثة عن خطورة مياه الصرف الصحي كعامل ناقل للفيروس وسط تحذيرات لخبراء صحيين من الإستخفاف بإحتمال انتشار المرض عبر هذا العامل.
وفي هذا الإطار بيّن الدكتور "خالد الأعرجي" مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة كربلاء في حديث خصّ به موفد مركزنا "ضياء سمير الخزعلي" أن "هناك العديد من التقارير غير الرسمية التي تؤيد بأن مياه الصرف الصحي ذات المصبّات المؤدية الى الأنهر، هي عرضة للتلوث بفيروس (كوفيد-١٩)".
وتذكر العديد من الدراسات الرسمية وغير الرسمية حول العالم وجود فيروس "كورونا" في مياه الصرف الصحي، حيث أكدت دراسة لباحثين يابانيين، وجود فيروس كورونا في محطات مياه الصرف الصحي، مشددةً على إن هذا الاكتشاف يمكن أن يستخدم لتقدير عدد الإصابات الجديدة، عبر قيام العلماء بفحص المياه المستخلصة من أربع محطات معالجة في مقاطعتي "إيشيكاوا" و"توياما" غربي اليابان، حيث أظهرت سبع عينات من أصل (27) عينة، نتائج إيجابية لفيروس "سارس-كوفيد2"، حسب النسخة الأولية للدراسة التي أجرتها جامعة مقاطعة "توياما" وجامعتيّ "كانازاوا" و"كيوتو".
وفي نفس السياق، فقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء من بولندا وبريطانيا، أن فيروس كورونا المستجد، يمكنه البقاء نشطاً في مياه الأنهار لمدة تصل إلى 25 يوماً، فيما أفاد موقع (MedRxiv) الطبي العالمي، بأن "الباحثين نجحوا في تحديد مدة بقاء الفيروس نشطاً في أحواض المياه التي تصلها مياه الصرف الصحي، وكذلك خطر العدوى الناتج من اتصالها بشبكة مياه مصابة".
كما أعلن معهد الصحة العامة الهولندي الأربعاء الماضي، عن اكتشاف فيروس "كورونا" في مياه الصرف الصحي في بعض أنحاء هولندا، مشيراً إلى أن "إختبارات الحمض النووي قد أكدت وجود الفيروس في مياه الصرف الصحي في مدينة (تيلبورغ) جنوبي البلاد، وفي بلدة مجاورة تقع في المنطقة الهولندية الأكثر تضرراً بالفيروس، وكذلك في العاصمة أمستردام".
وفي ختام ما ذكر، فإن السؤول الأهم والأشد إلحاحاً هو هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا عبر المياه أيضاً؟، خصوصاً بعد إبداء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لتخوفهما من الأمر بعد ظهور بعض الدراسات التي تفيد بإمكانية صحة هذه الفرضية، وهو ما دفع بالعديد من الكوادر الطبية المتخصصة في طب الفايروسات، الى الدعوة بالإبتعاد عن الأنهر التي تصب بها المياه الصحية كونها معرّضة لنقل العديد من الأمراض والفيروسات.
المصدر:
https://www.medrxiv.org/content/10.1101/2020.03.29.20045880v1