إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن حقيقة ممات الانسان ليست فناء تماماً أو موقتاً، بل هي انفصال روح الانسان عن جسده، وهو إيذان بانتهاء فرصة الامتحان، ويتحقق ذلك بأمرين متزامنين حسب سنته في قرن الأمور المادية والروحية على نحو متآلف، أحدهما: فساد هذا الجسد حتى لا يصلح للعمل والبقاء. والأخر: قبض روحه منه من قبل جنود من ملائكته سبحانه موكلين بذلك.
وتدل الآثار الشريفة على.....
*** ان حال الانسان عموماً عند الوفاة هو لحظ تبصر لما غفل عنه، واستيقاظ عما استغرق فيه من نومه، إذ يجد انقضاء هذه الحياة التي اغتر بها، وجداناً ويراه عياناً، فيسقط عنه قناع الانطباعات الزائفة، وحجاب الأهواء الزائلة، لا سيما أنه خلال عملية النزع يشعر بأن الممات ليس فناءً وإنما هو انتزاع للروح من هذا الجسد، فهو يستيقن بصدق ما أخبر الله تعالى عنه من بقائه بعد هذه الحياة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1،ص76.