لا تقتصر ذكرى النصف من شعبان المعظّم على عنوانها الظاهري كمولد خاتم الأئمة المعصومين والأولياء الميامين، الإمام محمد بن الحسن المهدي "عجّل الله فرجه الشريف وسلامه على آبائه وأجداده"، وإن كانت هذه الولادة بحدِّ ذاتها حدثاً ميموناً يستوجب إبداء التهاني والتبريكات لمقام الرسول الأعظم وآل بيته الأطهار والمسلمين جميعاً، وإنما تعدّ نقطةً فاصلةً في مسار التاريخ البشري كمؤشر لظهور المنقذ الذي بشّرت به جميع الاديان السماوية وإن اختلفت بتحديد أسمه وصفاته.
وتشهد مدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص، إحتفالات كبرى في ذكرى مولد الإمام الحجة "عج" من كل عام، وسط حالة من البهجة والفرح والدعاء بتعجيل الظهور المقدس لحفيد رسول الله "ص" الذي سيقيم دولة العدل الإلهي ويملأ أركان هذه الأرض قسطاً وعدلا بعدما مُلِئت ظلماً وجورا.