وردَ لفظ (شاطئ الفرات) ولفظ (شط الفرات) عند الحديث عن مدينة كربلاء والمشهد الحسيني المقدس، فالتسمية هي عامة وليس خاصة بمدينة كربلاء والحائر سببها التحديد الشعري كقول الشاعر: (وقد مات عطشاناً بشط فراتِ).
وبما ان الإمام الحسين (عليه السلام) استشهد مع خيرة اهله واصحابه وهم عُطاشى بجنب هذا النهر، فأصبح هذا الشاطئ على مقربه من الحائر الحسيني، إذ اعتاد الزائرين الاغتسال بماء الفرات، ومن ثم التوجة لزيارة المشهدين المقدسين.
وعند زيارة الإمام الصادق (عليه السلام) الى مدينة كربلاء المقدسة سنة (132هـ- 749م)، وقفَ على شاطئ الفرات فقال ((ائتِ الفرات واغتسل بحيال قبره وتوجه))، وقال ايضاً (عليه السلام): ((ان الرجل منكم من يغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين -عليه السلام-)).
ومن هنا فان الإمام الصادق (عليه السلام) نوهَ على فضل هذا النهر العظيم، حيث حثنا على الاغتسال منهُ ومن ثمَ التوجه لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، فاعطاهُ قدسية عند الاغتسال بمائه والارتواء من نميره، لان الماء الذي وقف عِندهُ الإمام الحسين (عليه السلام) وحُرمَ من شربه، فضلاً عن ان أبي الفضل العباس (عليه السلام) استشهد بجواره.
وَمن قول الإمام الصادق في فضل نهر الفرات: ((نهر ما أعظم بركته، ولو علمَ الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ولولا ما يدخله من الخطائين ما اغَتَمسَ فيه ذي عاهة الاّبرأ)).
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي/ قسم التاريخ الإسلامي، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص47.